عندما تكون الحياة ,,,,,,,,,,,, صعبة‏


عندما تكون الحياة صعبة
بقلم : احمد جابر

قد يعيش المرء حياته كلها على نمط سلس وسهل وحقق له فيه كل مايريده
ويبقبع بهذه الطريقة السهلة اليسيرة عمره كله ويتعود عليه ويعيش وهو لا يشغل فكره بأي امر مهم ولا يسعى لتحقيق اي امر او شئ
وفجأة ...... ينقلب عليه الحال فيجد امر الله سبحانه وتعالى نافذا في ان يضعك في امر معين او وضع معين او حياة معينة
ولكنه ,,,
ليست كأي حياة
ليست كالحياة التي كنت تعيشها سابقا بطريقة سهلة وسلسة
ليست كالياة التي تعيشها في معاملاتها اليسيرة
ليست كالحياة التي تعيشها في تنفيذ ماتطلبه وما تشتهيه
ليست كالحياة التي تعيشها في مأكلك ومشربك ومنامك
ليست كالحياة التي تعيشها في صداقاتك وزمالاتك
حينها,,,
تكون الحياة صعبة
تكون الحياة قاسية
تكون الحياة عسيرة غير يسيره
وتمضي الأيام في هذه الحياة الصعبة القاسية لتفتح لك بابا واسعا من العلم ومن الخبرة ومن الأشياء التي في مجملها ماكنت تتخيل ان تتعلمها او تعرف شيئا عنها
ولكنها مازالت حياة صعبة
صعبة في معيشتها وصعبة في مأكلها ومشربها ومنامها
وصعبة في بعدك عن ابيك وامك واخوتك واقارب الناس اليك
واصعب من هذا كله الضغط النفسي الشديد الذي لم يكن ببالك سابقا ان تتعرض له
حينها ,,,, تقول انها فعلا حياة صعبة
وتمضي بك الأيام وتقلبك ذات اليمين وذات الشمال الى ان تتركك وحيدا شريدا من غير ام ولا اب ينير لك طريقك ولا ام ترى فيها الرحمة ولا اخ كبير لطالما اقتنعت بحديثه ولا استاذ لطالما احببت ان يوجهك ولا صديق تعودت ان تأخذ رأيه ومشورته
ولا انسان احببت ان تشكي له همومك وتفتح اعماق قلبك اليه
حينها,,,,ترى نفسك وحيدا وتقول لكم هي حياة صعبة
في هذه الحياة تتعرض لأشياء غاية في الصعوبة لم يكن يجول بخاطرك ان تفعلها في يوم من الأيام
او تتخيل نفسك تفعلها وتجد نفسك تفعلها بشئ من القهر والتحكم
حينها تقول انها حياة صعبة
وفي وسط هذه العتمة تجد نورا رائعا بديعا في حسنه
في وسط هذه الأوضاع الا سهلة
تجد من ينادي عليك بلطف ومحبة ويتقرب منك اكثر فأكثر فأكثر الي ان تتعرف عليه
وتعلم ان ماكنت تعيشه سابقا وما تعيشه حاليا هو لا يساوي ثانيه واحدهمن ان تعيش بقربه
في ان تعيش بقرب الله
يؤنس وحدتك ويزيل عنك الكرب والضيق ويفتح عليك من نوره ويريك ويعلمك ويعدك ويضعك في الامتحان لترى هل ستنجح ام لا
الحياة عموما ليست حياة ذات طابعا هادئا ولا هي حياة النعيم الأبدي ولا حياة الراحة المنتهاه
انما هي خليط من الكد والتعب والجد والاجتهاد
ولكنك لم تكن تعلم هذذا من قبل
فتوضع في الاختبار او بالأحرى توضع في فترة الاعداد لتعلم انك كنت تعيش حياة هادئة في ظلال ابويك وبتوجهاتهما
ترى العالم والدنيا وتعرف وتعرف وتعرف
في ظل هذه الحياة الصعبة القاسيه هناك دائما رب يهون عليك الكثير الكثير وتجد في من الرحمة والعطف مالا تجده عند غير
يهون عليك كثير مما انت فيه
وفي اوقات الحلكه تمتد اليه يدك الطامعه فيه وتذرف عينك دموعا وينطلق لسانك لتقول اشكو اليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس انت رب المستضعفين وانت ربي الى من تكلني
فتجد تسرية وراحة ورضى جميل ترضى به عنه
وصلت الى معادله هي ان الدنيا هي ليست مقر راحة ولا مقر بقاء ةلا مقر سعادة وان كان يتخللها السعادة في بعد الأوقات
واقتنعت ايضا
ان الحياة بلا مصاعب وبلا متاعب وبلا بلاء وابتلاء وبلا صبر وبلا ضيق
هي ليس حياة
اما الراحة فهي في مقعد صدق عند مليك مقتدر
احمد جابر